اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

ظاهرة «يورديم».. سر تزايد هجرة اليهود من إسرائيل

هجرة اليهود
هجرة اليهود

تعدّ ظاهرة "يورديم"، التي تعني الانحدار أو النزول باللغة العبرية والهجرة العكسية، من أبرز الظواهر التي تستقطب الانتباه في الاحتلال الإسرائيلي، حيث تشير إلى هجرة اليهود من دولة الاحتلال إلى وجهات أخرى، في ظاهرة لا تزال تحظى بالاهتمام والتحليل في الوسط الإعلامي العبري.

وتتجلى هذه الظاهرة بوضوح في الصور والمقاطع التي تظهر لحظات وصول المهاجرين الجدد إلى إسرائيل على متن الطائرات، حاملين معهم الأعلام البيضاء والزرقاء وإشارات النصر، ولكن ما يغيب عن الانتباه هو رحيل اليهود الذين اختاروا مغادرة دولة الاحتلال بعد هجرتهم إليها في وقت سابق.

وفي سياق هذا الحدث، كشفت إحصائيات إسرائيلية أن نحو 1,800 يهودي روسي من أصل 5,600 استفادوا من قانون العودة، عادوا إلى موسكو بصحبة جوازات سفرهم الإسرائيلية، مما يشير إلى انخفاض في نسبة العائدين إلى الثلث. كما ازداد الطلب على الحصول على جنسيات أوروبية، حيث سُجِّل ارتفاع في طلبات الجنسية الفرنسية بنسبة 13%، وزيادة في الطلبات على الجنسية البرتغالية والبولندية والألمانية.

وعلى الرغم من أن هذه الظاهرة ليست جديدة، حيث شهدت إسرائيل هجرة عكسية منذ تأسيسها في نهاية الأربعينيات، إلا أن الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية المتدهورة قد أسهمت في تزايد هذه الظاهرة، بالإضافة إلى عدم الثقة في الحكومة والتصاعد المستمر للتوترات في المنطقة.

ومن الملاحظ أن الاحتلال الإسرائيلي، التي كانت في السابق مقصدا للهجرة للكثيرين، لم تعد تمثل الوطن الحلم المزدهر الذي وعد به المهاجرون، مما يعكس تحوّل في ديناميات الهجرة والتفاعل بين الدولة ومواطنيها.

ويرى محللون أن سياسات الحكومة الإسرائيلية، بما في ذلك القيود على الحصول على جوازات سفر والتعقيدات في عمليات الهجرة، قد تزيد من زيادة الانزعاج وتفاقم الظاهرة في السنوات القادمة، مما يطرح تحديات جديدة أمام الدولة ومسؤوليتها تجاه مواطنيها ومستقبلهم.