اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

هل بدأ الربيع الأمريكي.. ماذا يحدث في ولاية تكساس بعد رفض دخول القوات الفيدرالية؟

قوات حرس الحدود الأمريكية بولاية تكساس
قوات حرس الحدود الأمريكية بولاية تكساس

- صراع الحدود.. مواجهة عسكرية وقضائية بين ولاية تكساس والحكومة الأمريكية

يبدو أن الوضع الفيدرالي في الولايات المتحدة الأمريكية بات ينذر بانفجار يهدد الاتحاد الأمريكي فقلّما أن تتحدى إحدى الولايات النظام الفيدرالي وتمنع قوات حرس الحدود الفيدرالية من ممارسة مهامها المخولة لها بموجب الدستور الأمريكي، وهو ما دفع الخبراء إلى التحذير من نشوب حرب أهلية في أمريكا بين سلطات الولايات والحكومة المركزية الفيدرالية، فيما وصف البعض ما يحدث الآن بأنه بداية الربيع الأمريكي في إشارة إلى اندلاع ثورات تهدد النظام السياسي في الدولة الأولى عالميًا.

ما القصة؟

بداية الأزمة والتي يمكن أن نسردها لك عزيزي القارئ في إطار قصة موجزة، كانت في مايو من العام 2021، حينما أمر حاكم ولاية تكساس "جريج أبوت" بتوسيع استخدام الأسلاك الشائكة على الحدود مع المكسيك بإعلان حالة الكارثة؛ وهو الأمر الذي سمح للولاية بتركيب سياج أمان وأسلاك شائكة على الممتلكات الخاصة بالقرب من نهر "ريو جراندي".

وفي أكتوبر من ذاك العام، رفع المدعي العام في ولاية تكساس "كين باكستون"، دعوى قضائية ضد الإدارة الأمريكية المركزية بقيادة الرئيس «جو بايدن»؛ جرّاء إزالة عملاء الجمارك وحرس الحدود الأسلاك الشائكة لإنقاذ المهاجرين المعرضين للخطر.

المدعي العام للولاية قال إن قوات حرس الحدود الفيدرالية الأمريكية دمرت ممتلكات الدولة لمساعدة المهاجرين في العبور، وبعد تداول الدعوى القضائية قضت المحكمة العليا الفيدرالية بمنع قوات حرس الحدود الفيدراليين من قطع الأسلاك والسياج الحدودي مع المكسيك، من خلال نص دستوري يمنح سلطات الولايات الأمريكية حق السيطرة على الحدود باعتباره مسألة فيدرالية.

الحكومة الأمريكية طالبت بالوصول إلى المناطق الواقعة على طول الحدود مع المكسيك والتي يتم حظرها حاليًا من قبل ولاية تكساس. وقضت المحكمة العليا الأمريكية مؤخرًا بالسماح لقوات حرس الحدود الفيدراليين المضي قدمًا في إزالة الأسلاك الشائكة التي أقامتها حكومة ولاية تكساس، لكن الولاية تمنع العملاء الفيدراليين من الوصول إلى أجزاء من الحدود.

المحكمة وحاكم الولاية

وهناك قضيتان تتم متابعتهما على حدود الولايات المتحدة الأمريكية مع المكسيك في منطقة «إيغل باس» منذ الحكم الذي أصدرته المحكمة العليا الأمريكية، ثم المواجهة التي تجري الآن بين ولاية تكساس وإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في منطقة «شيلبي بارك» وفي منطقة تضم نحو 2.5 ميل من النهر. وحكم المحكمة العليا يمنح حرس الحدود سلطة قطع الأسلاك الشائكة في تلك المنطقة.

ووفقًا لتقرير بثته «سي إن إن» فإن الحكومة الفيدرالية الأمريكية ليست لديها النية لإزالة كل تلك الأسلاك الشائكة، بل تسعى إلى ممارسة السلطة التقديرية من خلال قطع الأسلاك كلما استدعى الأمر ذلك في حالات الطوارئ الطبية والاحتياجات التشغيلة.

وبخصوص المواجهة بين ولاية تكساس والحكومة الأمريكية الفيدرالية في منطقة «شيلبي بارك» والتي تضم 2.5 ميل من النهر فقد ضاعفت إدارة ولاية تكساس إقامة المزيد من حواجز الأسلاك الشائكة، إلى جانب المزيد من السياج التي تمنع دخول المهاجرين وقوات حرس الحدود إلى داخل تلك المنطقة.

حاكم ولاية تكساس «غريغ أبوت» والجمهوريين يتهمون إدارة الرئيس جو بايدن بعدم تطبيق قوانين الهجرة الفيدرالية، ولا تستطيع قوات حرس الحدود الفيدرالية فرض سيطرتها على المنطقة، وهو ما ينذر بنشوب حرب أهلية في الولاية الأمريكية، وهو ما يعد نواة انفراط عقد الولايات المتحدة الأمريكية وبداية الفرقة بين الولايات والحكومة المركزية.