اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

ذكرى سربرنيتسا.. يوم ارتكاب الإنسانية أبشع جريمة في التاريخ الحديث

في ذكرى مجزرة سربرنيتسا، يتذكر العالم أحداث المذبحة الأليمة التي تعرض لها مسلمو البوسنة والهرسك خلال الفترة من 11 إلى 22 يوليو 1995، تعتبر هذه المذبحة من أبشع الفظائع التي شهدتها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، حيث راح ضحيتها أكثر من ثمانية آلاف مسلم بوسني في ظرف أسبوعين.

في السطور التالية سنعرض أبرز المآسي وأهم الأحداث التي أدت إلى وقوعها، تزامناً مع الذكرى السنوية لهذه الجريمة البشعة التي هزت ضمير الإنسانية وأثرت بعمق في ذاكرة المجتمع البوسني والعالم بأسره.

أحداث مجزرة سربرنيتسا.

في الحادي عشر من يوليو 1995، اجتاحت وحدات من صرب البوسنة منطقة سربرنيتسا في البوسنة والهرسك خلال حرب البلقان التي بدأت عام 1992 بعد انهيار يوجوسلافيا السابقة. وفي غضون أقل من أسبوعين، نفذت هذه الوحدات عملية إبادة منظمة راح ضحيتها أكثر من ثمانية آلاف مسلم بوسني، بينما هجّرت الآلاف إلى خارج المدينة.

وقد أدت الحرب التي تلت تفكك يوجوسلافيا إلى مقتل أكثر من 100,000 شخص في البوسنة والهرسك بين عامي 1992 و1995، معظمهم من المسلمين البوسنيين، كما أدت إلى تشريد أكثر من مليوني شخص.

وصفت محكمة العدل الدولية أحداث سربرنيتسا بأنها إبادة جماعية، وقد قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة في مايو 2024 تخصيص 11 يوليو ليكون اليوم العالمي للإبادة الجماعية في سربرنيتسا، لتخليد ذكرى هذه المأساة.

وعلى الرغم من مرور سنوات عديدة على هذه المأساة، إلا أن آثارها ما زالت حاضرة، سواء في حياة الناجين أو في الذاكرة الجماعية للمجتمع الدولي، ويتجدد الأمل بأن تكون ذكرى سربرنيتسا فرصة لتعزيز الوعي العالمي ضد جرائم الإبادة الجماعية، والعمل على منع تكرار مثل هذه الجرائم في المستقبل.

وفي كل عام، يتم تنظيم فعاليات لإحياء ذكرى سربرنيتسا وضحايا المذبحة، حيث يشارك الناجون وأسر الضحايا وممثلون عن المجتمع الدولي في إلقاء الكلمات ووضع الأزهار وإقامة الصلوات، للتأكيد على التزام البشرية بألا تتكرر مثل هذه المآسي.

ويبقى الأمل في تحقيق العدالة لضحايا ذكرى سربرنيتسا والعمل على بناء مستقبل أكثر أمانًا وسلامًا للبوسنة والهرسك، ولكافة شعوب العالم.

كما قضت محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية ليوجوسلافيا السابقة بأن مذبحة المسلمين البوسنيين في ذكرى سربرنيتسا، التي ارتكبتها قوات جمهورية صرب البوسنة، تعتبر إبادة جماعية.

وخلّفت هذه الإبادة الجماعية جروحًا نفسية عميقة في نفوس الناجين وأسر الضحايا والمجتمع البوسني عمومًا، مما أوجد عقبات دائمة أمام المصالحة بين المجموعات العرقية المختلفة في البلاد.

الجمعية العامة للأمم المتحدة تحيي ذكرى سربرنيتسا

وفي عام 2025، سنحتفل بالذكرى الثلاثين لذكرى سربرنيتسا، حيث فقد ما لا يقل عن 8,372 شخصًا حياتهم، وتعرض الآلاف للتهجير، وتفككت الأسر والمجتمعات.

وأعربت المستشارة الخاصة للأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية، أليس وايريمو نديتو، عن قلقها إزاء استمرار التحريف للجرائم الفظيعة التي ارتكبت خلال الصراع من عام 1992 إلى 1995، بما في ذلك إنكار الإبادة الجماعية في سربرنيتسا وتمجيد مجرمي الحرب المدانين.

وفي مايو 2024، قامت الجمعية العامة للأمم المتحدة، بدعم من ألمانيا ورواندا، بتبني قرار يجعل من 11 يوليو يومًا عالميًا للإبادة الجماعية وإحياء ذكرى سربرنيتسا، وطلبت الجمعية من الأمين العام، أنطونيو جوتيريش، تطوير برنامج توعوي للتذكير بفظائع سربرنيتسا.

ورغم ذلك، يستمر الرئيس السابق لصرب البوسنة والهرسك، ميلوراد دوديك، في إنكار وقوع إبادة جماعية، وقد صرح مرارًا وتكرارًا أن صرب البوسنة لن تعترف بهذا التصنيف، ومع ذلك، نشر بالأمس على منصة «إكس» تعبيرًا عن تضامنه مع أسر ضحايا ذكرى سربرنيتسا.

وتأسست جمهورية صرب البوسنة والهرسك في 9 يناير 1992، وتعد كيانًا قانونيًا ضمن البوسنة والهرسك، وتغطي مساحة تبلغ 24,857 كيلومترًا مربعًا.

أهم الأخبار

    xml/K/rss0.xml x0n not found