اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

هل المتوفي يسمع ويشعر بمن يزروه؟.. أمين الفتوى يجيب

مقابر
مقابر

يبحث الكثير عن زيارة الموتى في المقابر، وهل يشعر المتوفي بمن يزوره، وهل زيارته تخفف عنه وحشة القبر

وفي هذا الإطار ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، يقول فيه صاحبه هل يسمع الموتى من يزورهم في القبور ويشعرون بهم؟.

وأجاب الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قائلا:"

إن سماع الموتى لمن يزورهم أو يسلِّم عليهم وشعورهم به فمِن المقرَّر أنَّ الإنسان إذا مات، فإنَّ موته ليس فناءً محضًا أو عدَمًا لا حياة فيه، بل هو انتقال من حياةٍ إلى حياة؛ فالميت له إدراك بما حوله يشعر بمَن يزوره ويردُّ عليه السلام إذا سلَّم عليه، وهذا ثابت في نصوص الشريعة".

واستشهد أمين الفتوى بما ثبت عن النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم في أحاديث متعدِّدة: كحديث عَرْض الأعمال على المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم واستغفاره لنا صلَّى الله عليه وآله وسلم؛ حيث قال: «حَيَاتِي خَيْرٌ لَكُمْ؛ تُحْدِثُونَ وَيَحْدُثُ لَكُمْ. وَمَمَاتِي خَيْرٌ لَكُمْ؛ تُعْرَضُ عَلَيَّ أَعْمَالُكُمْ: فَمَا رَأَيْتُ مِنْ خَيْرٍ حَمِدْتُ اللهَ، وَمَا رَأَيْتُ مِنْ شَرٍّ اسْتَغْفَرْتُ اللهَ لَكُمْ». رواه البزار في "مسنده"، وصححه جمع غفير من الحفَّاظ؛ كالإمام النووي والحافظ ابن حجر والحافظ السيوطي وغيرهم.

وأشار أمين الفتوى، إلى أنه لولا سماع المتوفي وشعوره بمن حوله، لما شُرع تلقين الميت؛ ولولا أنه يسمع التلقين وينتفع به لَمَا شُرِعَ ذلك.

وأكد أمين الفتوى، أن الموت في نفسه ليس فناءً محضًا أو عدَمًا لا حياة فيه؛ كما يقول الماديون والملاحدة، بل هو انتقال من حياة إلى حياة، وقد أثبت الشرع أن للموتى إدراكًا.

واستشهد أمين الفتوى بما أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن سماعهم أشد من سماع الأموات في نحو قوله صلى الله عليه وآله وسلم في حق موتى الكفار: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ» متفق عليه، ودعوى الخصوصية لا دليل عليها، بل وترُدُّها رواية البخاري من حديث ابن عمر رضي الله عنهما: «مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ مِنْهُمْ»، وإذا كان الموت لا يحول بين الكفار وبين السمع والإدراك -مع ما هم فيه من سوء العاقبة- فلأن يسمع موتى المؤمنين مِن باب أَوْلى وأحرى؛ وذلك لأن إدراك الروح خارج الجسد أوسع وأقوى من إدراكها وهي داخل الجسد الذي هو عائقٌ لها.

أهم الأخبار

    xml/K/rss0.xml x0n not found