اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

رئيس التحرير يكتب: صفعة الأمم المتحدة الجديدة

منذ اندلاع حرب إسرائيل على غزة في السابع من أكتوبر الماضي وحتى الآن، والأمم المتحدة والمؤسسات التابعة لها وجهت العديد من النداءات وأصدرت العديد من القرارات من أجل وقف هذه الحرب. بل امتد الأمر إلى بعض الهيئات التابعة لها ومنها محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، التي أصدرت قرارات قوية في حق قادة إسرائيل المجرمين الذين ارتكبوا أبشع الجرائم والمجازر الوحشية على مدار التاريخ في حق الشعب الفلسطيني، وخاصة الأطفال والنساء والشيوخ، وتسببوا في قتل 16 ألف طفل فلسطيني حتى الآن.

والصفعة الجديدة التي وجهتها الأمم المتحدة هذه المرة لم تكن إلى إسرائيل وإلى هتلر العصر نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، بل وُجّهت إلى بعض زعماء العالم بسبب موقفهم المتخاذل في وقف هذه الحرب واستمرارهم في دعم إسرائيل ليس بالبيانات والتصريحات وحق الفيتو فقط، ولكن بالأسلحة والقنابل الذكية والصواريخ.

والصفعة هذه المرة جاءت على لسان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن جريفيث، الذي أكد في تصريح له وهو من أقوى التصريحات التي صدرت منه حتى الآن، أن زعماء العالم خذلونا وبعضهم قدم دعما غير مشروط لحلفائه، قاصداً إسرائيل، رغم الأدلة على انتهاكهم القانون الإنساني. قال أيضًا إن استمرار تدفق الأسلحة إلى حكومة الاحتلال من هؤلاء الدول، وخاصة واشنطن، رغم التأثير المروع للحرب على المدنيين في غزة، جعل غزة قطعة من الجحيم.

ووجه أيضًا اتهامًا شديد اللهجة إلى إسرائيل وقادتها، مشيرًا إلى أن الحديث عن وقف تكتيكي للحرب أكذوبة إسرائيلية كبرى. ومن المعروف أن إسرائيل دولة مارقة لا يمكن لأحد أن يثق بها ولا يمكن لأحد أن يصدق ما يصدر عن قادتها الذين ارتكبوا أبشع المجازر وأيديهم ملوثة بالدماء، وأرواح أطفال غزة الذين قُتلوا دون أي ذنب سوف تطاردهم ولن تتركهم أبدًا.

إن هذه الصفعة من الأمم المتحدة إلى بعض زعماء العالم، والمقصود بها بالطبع في المقدمة بايدن الرئيس الأمريكي، أو نقول الشيطان الأمريكي الأعظم الذي يدعم إسرائيل بالأسلحة، يمد يده لدعم إسرائيل بالأسلحة ثم يمد اليد الأخرى لدعمها بالأموال، رغم ما أصدره من بيانات لا تغني ولا تسمن من جوع ولا تحقق أي فائدة أو نفع لصالح القضية الفلسطينية حتى الآن.

ويصدر تعليماته إلى ممثله في الأمم المتحدة لاستخدام الفيتو ضد أي قرار يدين إسرائيل. والصفعة التي وجهها وكيل الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية لبايدن وبعض زعماء أوروبا تذكرنا بالمثل المصري والعربي المعروف: "إن لم تستحِ فافعل ما شئت".

وبالتأكيد فإن زعماء العالم أو بعض زعماء العالم ممن يدعمون إسرائيل بالأسلحة حتى هذه اللحظة ينطبق عليهم هذا المثل قولًا وفعلًا. وبالتأكيد هذه الصفعة سيكون لها تأثير كبير، ولكن غزة لا تنتظر مثل هذه الصفعات، بل تنتظر قرارات حاسمة ومواقف قوية لوقف هذه الحرب التي يقودها نتنياهو، هتلر العصر، ضد شعب أعزل، وخاصة الأطفال والنساء والشيوخ. ولن يحقق أهدافه من هذه الحرب، وستظل غزة صامدة في مواجهة إسرائيل، وأيضًا من يساندها ويدعمها من بعض زعماء العالم، سواء شعروا بالخزي والعار أو لم يشعروا، وبالتأكيد لن يشعروا بذلك مهما وُجهت لهم من صفعات أخرى.

أهم الأخبار

    xml/K/rss0.xml x0n not found