اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

رئيس التحرير يكتب: معاقبة الضمير الإنساني للعالم

الكاتب الصحفي محمود نفادي
الكاتب الصحفي محمود نفادي

طالما أن معاقبة إسرائيل عن جرائمها الوحشية والبربرية ضد الشعب الفلسطيني في غزة والمجازر التي ارتكبتها في حق المدنيين العزل، وخاصة الأطفال والنساء والشيوخ، على مدار أكثر من 200 يوم منذ 7 أكتوبر حتى الآن، أصبح أمرًا صعبًا بل مستحيلًا بسبب الدعم اللامحدود الذي تلقاه إسرائيل من جانب الولايات المتحدة الأمريكية، الشريك معها، والتي تستخدم الفيتو تلو الفيتو في مجلس الأمن من أجل مساعدة إسرائيل وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لقتل المدنيين العزل في غزة، أصبح الأمر أسهل على العالم الآن، وخاصة مجلس الأمن وأعضائه الدائمين، خاصة الولايات المتحدة الأمريكية، *معاقبة الضمير الإنساني*.

فمؤتمر الاستجابة الطارئة للمساعدات الإنسانية في غزة، الذي عقد أمس في الأردن، أطلق صيحة ضد الضمير الإنساني للعالم على السنة جميع المتحدثين، وبصفة خاصة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي قال كلمة قوية وصريحة وواضحة، هي أن الفلسطينيين الأبرياء تحت حصار مخجل للضمير الإنساني.

هذه الصرخة التي أطلقت في مؤتمر الأردن تؤكد أن الضمير الإنساني للعالم في نوم عميق لم يتحرك بالقدر الكافي حتى الآن لإنقاذ المدنيين العزل في غزة.

لم يتحرك بالقدر الكافي حتى الآن لإنقاذ مستشفيات غزة التي خرجت عن الخدمة.

لم يتحرك بالقدر الكافي حتى الآن لمعاقبة إسرائيل على هذه الجرائم وإصدار قرار حاسم وفوري لوقف إطلاق النار وحماية المدنيين في غزة من القتل والتجويع والحصار، وهي أسلحة تستخدمها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في ظل مشاهدة ومتابعة الضمير الإنساني للعالم على الجرائم البشعة التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، أسوأ جيش في تاريخ العالم.. الجيش الذي لا يعرف معاني للانسانية.

الجيش الذي ينتهك كل القوانين الإنسانية والدولية، بل ينتهك الأخلاقيات التي يجب أن تتسلح بها الجيوش عند خوضها أي حروب.

فلو عقد مجلس الأمن جلسة لمعاقبة الضمير الإنساني للعالم، لصدر القرار فورًا، ولن تستخدم الولايات المتحدة الأمريكية، الداعم الأول لإسرائيل في هذه الحرب، حق الفيتو لمعارضة هذا القرار، بل ربما تسارع هي بتقديم هذا المشروع إلى مجلس الأمن للتصويت عليه وتكون أول المصوتين عليه.

فمعاقبة الضمير الإنساني للعالم ربما يكون هو الحل الأسرع والأفضل الآن لوقف هذه الحرب، طالما أن معاقبة إسرائيل على هذه الجرائم أصبح أمرًا مستحيلًا.

وإذا كنا نترحم على أرواح شهداء غزة، خاصة الأطفال والنساء والشيوخ، فلنترحم على روح الضمير الإنساني للعالم الذي مات وهو يرى جرائم إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في غزة المستمرة منذ السابع من أكتوبر، وربما تستمر أكثر من ذلك في ظل الحماية الأمريكية لهذه الجرائم التي تدينها أحيانًا بالقول، ولكنها لا تفعل ما يستحق فعله لوقفها، وهي الوحيدة القادرة على ذلك.

ونحن في موقع اتحاد العالم الإسلامي، وفي هذه الأيام المباركة، ندعو الله سبحانه وتعالى أن ينزل بإسرائيل ومن يدعمها أشد عقاب جزاءً لما يرتكبونه من جرائم ومجازر ضد الأطفال والنساء والشيوخ.

أهم الأخبار

    xml/K/rss0.xml x0n not found