اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

الأيام العشرة من ذي الحجة فضلها وخصائصها

قبل حلول شهر ذي الحجة المبارك، يتساءل كثير من المسلمين عن فضل العشر الأوائل من هذا الشهر العظيم، فهذه الأيام المباركة تحمل في طياتها فرصة ثمينة لإرضاء الله تعالى والفوز بمرضاته، وقد حث رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين على الأعمال الصالحة والجهاد النفسي خلالها.

قال الله تعالى في سورة الفجر (وَالفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْر) وقد اختلف أهل العلم في معرفة الليالي العشر فقيل هي العشر الأواخر من رمضان، كما في رواية ابن عباس، وقيل العشر الأول من المحرم كما في رواية أخرى عنه، وقيل هي العشر الأول من شهر ذي الحجة، وهو القول الراجح.

وذكر القرطبي حديثًا عن جابر أن النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال ذلك. فما هو فضل العشر الأوائل من ذي الحجة؟ ورد في فضل العشر الأوائل من ذي الحجة حديث رواه البخاري يقول صلى الله عليه وسلم: «ما من أيام العمل الصالح فيها أحبُّ إلى الله من هذه الأيام»، يعني العشر الأوائل من ذي الحجة.

قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: «ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بماله ونفسه ثم لم يرجع من ذلك بشىء».

فضل الأيام العشرة من ذي الحجة

وردت الإشارة إلى فضل هذه الأيام العشرة في بعض آيات القرآن الكريم، ومنها قوله تعالى: { وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ } ( سورة الحج: الآيتان 27 -28 ) .

كما جاء قول الحق تبارك وتعالى: { وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ } ( سورة الفجر: الآيتان 1 – 2 ). وقد أورد الإمام الطبري في تفسيره لهذه الآية قوله: «وقوله (وَلَيَالٍ عَشْرٍ)، هي ليالي عشر ذي الحجة، لإجماع الحُجة من أهل التأويل عليه» ( الطبري، 1415هـ، ج 7، ص 514 ) .
وأكد ذلك ابن كثير في تفسيره لهذه الآية بقوله: «والليالي العشر المراد بها عشر ذي الحجة كما قاله ابن عباسٍ وابن الزبير ومُجاهد وغير واحدٍ من السلف والخلف» (ابن كثير، 1414هـ، ج 4، ص 535 ) .

وهنا يُمكن القول: إن فضل الأيام العشر من شهر ذي الحجة قد جاء صريحًا في القرآن الكريم الذي سماها بالأيام المعلومات لعظيم فضلها وشريف منزلتها.

كما فُضِّلت الأيّام العَشر من ذي الحِجّة على غيرها من أيّام السنة من عدّة وجوهٍ، وبيان هذه الوجوه فيما يأتي: ‏ أقسم الله -عزّ وجلّ- بها في القرآن الكريم، والله -تعالى- لا يُقسم إلّا بشيءٍ عظيمٍ؛ قال الله -تعالى-: (وَالْفَجْرِ*وَلَيَالٍ عَشْرٍ)، والمقصود بالليالي العَشر؛ العشر من ذي الحِجّة على الصحيح ممّا ورد عن المُفسِّرين والعلماء، و تشمل الأيّام العشر من ذي الحجّة أفضل الأيّام، مثل: يوم عرفة؛ وهو يوم الحَجّ الأكبر الذي تُغفَر فيه الذنوب والخطايا، وتُعتَق فيه الرِّقاب من النار، ومنها أيضاً يوم النَّحر؛ لقَوْل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (إنَّ أعظمَ الأيَّامِ عندَ اللَّهِ تبارَكَ وتعالَى يومُ النَّحرِ ثمَّ يومُ القُرِّ).

فضل صيام يوم عرفة

صيام اليوم التاسع من ذي الحجّة، وهو يوم عرفة، مشروع لغير الحاج، وقال النبيّ، عليه الصلاة والسلام: (صِيَامُ يَومِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتي بَعْدَهُ، وَصِيَامُ يَومِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ) .

أهم الأخبار

    xml/K/rss0.xml x0n not found