زيارة الرئيس السيسي للصين ودورها في تعزيز الشراكة.. أبعاد ودلالات
بقلم: محمود نفادي
بلا شك أن دعوة الصين للرئيس عبد الفتاح السيسي ضمن وفد من القادة العرب لحضور المؤتمر الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني العربي تؤكد بجلاء ووضوح أهمية العلاقات المصرية الصينية وأن هذه العلاقات تسير في طريق الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة وبكين.
وطبقًا لما أُعلن في الصين، فإن الزعماء العرب الأربعة سيجرون مباحثات من 28 مايو إلى 1 يونيو، ويحضرون حفل افتتاح المؤتمر الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني العربي.
هذا يؤكد أن الصين لديها رؤية شاملة وكاملة في طريق حل كثير من مشاكل المنطقة العربية والشرق الأوسط، وفي مقدمتها الدعوة التي أطلقتها الصين منذ فترة لعقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط.
ودعوة الصين للرئيس السيسي لحضور هذا المنتدى تؤكد أن العلاقات المصرية الصينية تتجه في طريق الشراكة الاستراتيجية، خاصة أن الصين تجري دائمًا اتصالات هامة ومستمرّة مع مصر.
وبلا شك أن العلاقات المصرية الصينية تشهد نموًا متزايدًا، خاصة منذ أن تولى الرئيس السيسي الحكم، وتربط البلدين تاريخ حضاري وقواعد راسخة للعلاقات بين الدولتين.
وتجلت هذه العلاقات بشكل كبير عام 2016 عندما شارك الرئيس السيسي كضيف خاص في قمة مجموعة العشرين، ووصلت القمة إلى تنسيق وشراكة في سبتمبر 2023 حيث التقى الرئيس السيسي والرئيس الصيني على هامش انعقاد قمة العشرين بالهند.
والرئيس السيسي عندما يتوجه إلى بكين بدعوة من الرئيس الصيني، يؤكد أن الصين لديها تقدير كبير لمصر كدولة محورية ومركزية في منطقة الشرق الأوسط، وأيضًا مدى قدرتها على التأثير في حل مشاكل المنطقة بشكل كبير، إلى جانب الرغبة من جانب مصر في تشجيع المزيد من الشركات الصينية على الاستثمار في مصر وأيضًا تعزيز الحوار الحضاري بين البلدين وتشجيع مواطني الصين على زيارة مصر.
وأن التفاهم بين مصر والصين وصل إلى درجة عالية وكبيرة بين البلدين على مستوى القيادات والحكومات، خاصة أن الصين لديها رؤية كاملة لتوثيق علاقاتها مع كافة الدول في المنطقة العربية ودول إفريقيا، إلى جانب أن مصر تدعم مبدأ الصين الواحدة وتؤكد على هذا المبدأ في إطار سياستها الخارجية وفي إطار تواصلها مع دول العالم. وبالتالي، فإن تلك الزيارة من الرئيس السيسي للصين لحضور منتدى التعاون الصيني العربي ستكون لها دلالات ونتائج وأبعاد كبيرة في المستقبل القادم.
ودعوة الرئيس الصيني لعقد مؤتمر دولي للسلام سيكون لها أيضًا مردود كبير خلال تلك الزيارة ومع وفد القادة العرب الذي يزور الصين حاليًا، وقبول عربي لتلك الدعوة.
فالشراكة الاستراتيجية بين الصين ومصر تصب في مصلحة الدولتين وتحقق منافع مشتركة للشعبين المصري والصيني، علاوة على العلاقة الشخصية الوثيقة بين الرئيس الصيني والرئيس عبد الفتاح السيسي.
