اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

أمين البحوث الإسلامية: علاقة وثيقة بين المضامين الدينية وبين العلوم العصرية

أمين البحوث الإسلامية
أمين البحوث الإسلامية

شارك الدكتور نظير عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، في فعاليات مؤتمر "الابتكار المستدام في صناعة المنسوجات لإنقاذ الكوكب من أجل مستقبل صافي الانبعاث الصفري".

و نظم المؤتمر المركز العالمي للإبداع والابتكار البيئي وريادة الأعمال، برئاسة الدكتورة منى فؤاد إبراهيم، الرئيس التنفيذي، وذلك في إطار اهتمام الدولة المصرية بالمشروع القومي لتطوير صناعة الغزل والنسيج.

وأكد الأمين العام خلال كلمته أن لهذا اللقاء أهمية كبيرة لأنه يتناول قضايا البيئة والتنمية المستدامة، التي تعد أساسية لتحقيق المصلحة العامة وصلاح البلاد والعباد. وأضاف أن المؤتمر يأتي في توقيت مناسب.

وأشار إلى أنه يبرز الدور المهم الذي يجب أن تضطلع به المؤسسات والمجتمعات الأهلية والمدنية.

وأوضح أن التنمية لا يمكن أن تقتصر على جانب أو جهة واحدة فقط، بل تتطلب تعاوناً شاملاً ومتكاملاً من جميع الأطراف.

وأضاف عياد أن المؤسسات الرسمية تبذل جهوداً منظمة لتحقيق التنمية المستدامة، إلا أن جزءاً كبيراً من هذه الجهود يجب أن تتحمله أيضاً المؤسسات المدنية والأهلية والأبحاث العلمية.

وأكد أهمية التعاون والتكامل بين المؤسسات المدنية والرسمية.

وأشار إلى العلاقة الوثيقة بين المضامين الدينية والعلوم العصرية والقضايا المجتمعية. قد يظن البعض أن موضوع صناعة المنسوجات بعيد عن القضايا الدينية، إلا أن الأمر ليس كذلك. فعند النظر بعمق نجد أن هذا الموضوع يرتبط بشكل وثيق بمفهوم التنمية المستدامة، وهو مصطلح حديث قد يبدو للبعض بعيداً عن التعاليم الدينية، إلا أنه في الحقيقة يتوافق معها بشكل كبير.

أوضح الأمين العام أن علاقة الإنسان بالبيئة والكون الذي يعيش فيه هي علاقة تعارف وتكامل، تنبع من المهمة التي خلق الله الإنسان من أجلها والوظيفة التي أعده لها.

واستشهد بقول الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً}، مما يؤكد أن الإنسان مكلف بعمارة الأرض. وتشمل هذه العمارة البناء والصناعات والتشييد والعمران.

كما استشهد بقول الله تعالى: {هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا}. وأكد النبي صلى الله عليه وسلم على هذا المفهوم بقوله: «إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَبِيَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ، فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا يَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَفْعَلْ».

واختتم عياد كلمته بالتأكيد على أن هناك علاقة وثيقة تربط الدين بقضايا البيئة وموضوعات التنمية المستدامة خصوصًا وأن الدين ينظر إلى الإنسان وعلاقته بالكون بشكل عام والبيئة بشكل خاص على أنها علاقة طبيعية تكاملية فالإنسان ليس ندًا للطبيعة أو البيئة أو متسلط عليها، وإنما هي علاقة الأمين على ما يستأمن عليه وبالتالي أمر الله تبارك وتعالى الإنسان لحسن استغلالها وجميل التعامل معاها سيما وأن الله تعالى يقول {أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً}.

أهم الأخبار

    xml/K/rss0.xml x0n not found