اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

يواصل رده على «تكوين».. الدكتور علي جمعة يكشف 9 سمات للعقل الخرافي

الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة

واصل الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء، رده على مؤسسي حركة تكوين، بالأدلة العقلية والشرعية.

وقال الدكتور علي جمعة، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، إن العقل العلمي عند المسلمين يتميز بأنه حريص على تحديد مصادر المعرفة، والتفرقة الدقيقة بين مجالاتها المختلفة.

وأوضح الدكتور علي جمعة، أن هناك المجال الحسي كالكيمياء والطبيعة، يختلف عن المجال العقلي كالرياضيات وهو بدوره يختلف عن المجال النقلي كشأن اللغة، والشريعة، وقد تتداخل هذه المجالات كما هو الشأن في العلوم الاجتماعية والإنسانية، ولكل مجال منهج بحثه، وترتيب أدلته.

وأكد الدكتور علي جمعة، أن العقل العلمي يحرص على تحديد طرق البحث وشروط الباحث، وترتيب الأدلة، والرؤية الكلية، وعدم إهمال الجزئيات، وتأصيل المسائل، وتفصيلها، ووضع المصطلحات بإزاء المفاهيم، والاعتماد على الحقائق دون الانطباعات والرغبات والأوهام.

وأوضح الدكتور علي جمعة أن العقل الخرافي يختلف عن العقل العلمي حيث أن العقل الخرافي الذي ينكر أول ما ينكر "حجية المصادر"، وهذا ناتج في غالب الأحيان من الجهل، وفي بعض الأحيان من الهوى، ومعرفة أن الالتزام بالمصادر سوف يكون ثقيلا على نفس المنكر".

وأضاف الدكتور علي جمعة، أن العقل الخرافي ينكر ثانيا "طرق البحث"، ومن هنا يختلط عنده العلم بالممارسة، يعترف في ظاهر القول بالعلم ويدعو إليه، ولكنه بمفهوم آخر يقصره على المجال الحسي، ويجعل ما فوق الحس شيئا مختلفا وليس علما، مرة يسميه بالإيمان ومرة يسميه بالعقل الخرافي، وهذا نتيجة خطأ في تعريف العلم، وفي إدراك مجالاته وتطرق بحثه.

وتابع الدكتور علي جمعة، أن يتميز العقل الخرافي ثالثا بـ "إنكار التخصص"، وإذا اعترف به بلسانه لا يعترف في عقيدته، وحاله.

أشار جمعة، إلى أنه يهرب العقل الخرافي من الأدلة، ومن البحث عنها وفيها؛ لأن ذلك يحتاج إلى علم هو يفتقده، وإلى جهد ووقت ليس متاحا له، ويعتمد على الشبهات .

وتابع جمعة، أن العقل الخرافي خامسا هو "عقل مجتزأ"، يفصل المسائل عن أصولها، ويفصلها أيضا عن علاقتها بغيرها، ويفصلها عن مآلها، ويفصلها عن دليلها، وهذا العقل الذي اجتزأ المسألة كثيرا ما نواجهه بمثال ذلك الذي قرأ : ﴿ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ ﴾ ولم يتم ، وقرأ ﴿ لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ ﴾ ولم يكمل، وهو موجود في كل زمان ومكان؛ حيث قال مندوبهم :

ما قال ربك ويل للأولى سكروا ** ولكن قال ويل للمصلين

وأكد الدكتور علي جمعة، أن من خصائص العقل الخرافي سادسا "التداعي"، بتصور لزوم ما لا يلزم، وهو ما يغبش عليه فهم المسائل، ودراستها.

وأضاف الدكتور علي جمعة، سابعا "التعميم" وهو ما يسمى بالشغب، وفيه حديث ﷺ : "من قال هلك الناس فهو أهلكهم".

واشار الدكتور علي جمعة، أن الصفة الثامنة للعقلية الخرافية : "الخلط بين المصطلحات"، التلبيس في المفاهيم إنه يشعر بلذة عظيمة عندما يمارس ذلك، وتغبش عليه هذه الطريقة الحقائق البسيطة الواضحة (لِمَ تَلْبِسُونَ الحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [آل عمران :71]

ولفت الدكتور علي جمعة، أن تاسعا "يعتمد على الأوهام"، وعلى الانطباعات، وعلى الرغبات، ويعتمد على ما درج عليه ونشأ فيه، ولذلك يرى نفسه أنه هو الحق المطلق.

وأكد الدكتور علي جمعة، أن أسباب الاشتغال بالخرافة هو تبسيط المركب، وكذلك الاستسهال، والاستهانة، والكبر، والوهم، وهذه صفات نقص لا تؤدي أبدا لا إلى الخير، ولو أنها شاعت سوف تؤدي حتما وبلا تردد إلى السطحية التي ينهار معها البناء الفكري، والفكر المستقيم؛ الذي لا يقوم إلا على أسس عميقة قوية.

واختتم الدكتور علي جمعة، أن العقلية الخرافية يتولد منها الإرهاب الفكري، وعدم قبول الآخر، وعدم الاستماع بوعي لرأي يقال .

أهم الأخبار

    xml/K/rss0.xml x0n not found