اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

الشيخ أحمد تركى يكتب: عقلية الوفرة و عقلية الندرة

هما مفهومان سائدان في حياتنا (ذكرهما ستيفن كوفي في كتابه العادة الثامنة)
ومعرفتهما قد تساهم في تغيير حياتنا للأفضل ...

(عقلية الندرة.Scarcity Thinking)

(وعقلية الوفرة. Abundance Thinking)

عقلية الوفرة :
هي أن تؤمن أن هناك فرصاً تكفي الجميع و خيرًا يكفي الجميع في هذه الدنيا ...
فلست بحاجة أن تخسر أحداً أو تؤذي أحداً حتى تكسب أنت بخسارته ! ... فهناك قوت فى الكون يكفي الجميع.
قال تعالى : وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا ۚ كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ (6) سورة هود.

عقلية الندرة و الشح :
هي أن تؤمن أن الخير والفرص محدودة (اللقمة واحدة إما أن تأكلها أنت أو يأتي احد غيرك ليأكلها)؛ و لابد أن يكون هناك فائز وخاسر !! ... فالحياة كلها صراع و حرب على الفرصة الواحدة !

و السؤال : أي عقلية يمكن أن تجعلك تعيش بهدوء و طمأنينة و سلام ؟
والجواب بوضوح :
( عقلية الوفرة ) لأن الخير والرزق موجود للجميع ..

والذين يفكرون بعقلية الندرة :
- يخشون نجاح الآخرين .
- يخشون مدح الناس للآخرين.
- لا يشارك غيره في معلومات و لا معرفة ، لأنه يظن أن غيره إذا نجح فهو خاسر حتماً !
- يخشى تعليم الناس كيف نجح ؟ و كيف تطور ؟ ويعيش خوفاً دائما من غيره أن يأخذ مكانه ...

أما الذين يفكرون بعقلية الوفرة :
- تجده هادئا مطمئناً.
- لا تهدده نجاحات الآخرين ، بل يفرح بنجاحاتهم و يثني عليهم.
- يشارك الناس تجاربه و معرفته و معلوماته.

و باختصار :
هناك شخصيات تفكر بعقلية "الوفرة" فترى كل شيئا حولها متعدداًو كثيراً، و آخرون أشغلتهم "الندرة" فتجدهم في قلق دائم و توتر ...

و من يفكر بعقلية "الوفرة" يرى دائماً أن الفرص كثيرة و متكررة ، أما من يفكر بعقلية "الندرة" فهو يرى أن ضياع الفرصة يعني ضياع مستقبله ...

و غالباً ما يفكر الحاسد بعقلية الندرة ، لأنه ينظر إلى الفرص التي تأتي للآخرين و كأنها الفرصة الأخيرة ، أو أنها سبباً في ضياع فرصته ، فيبدأ بالحسد و البغض ... بينما من يفكر بعقلية الوفرة فهو يسأل الله الرزق الوفير و البركة للجميع ...

إن من يفكر بعقلية الوفرة تجد الحياة والعمل معه متعة و طمأنينة فهو يسعى لمنفعة الجميع ...
بينما صاحب الندرة تجده يسعى لصالح نفسه وحسب ، -إنه أناني الطباع بخيل العواطف والعطايا ...

و أحياناً و بدون أن نشعر قد نفكر بعقلية الندرة و الحل : أن نرفع من مستوى إيماننا لندرك أن الأرزاق قد وزعت بالعدل ، ولن يموت الانسان قبل ان يأخذ كامل رزقه الذي كتبه الله له فيجب ان ندعو لأنفسنا و للآخرين بالبركة وسعة الرزق.
ولقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما كان يناجى ربه صبحاً ومساءً
" اللهُمَّ مَا أَصْبَحَ بِي مِنْ نِعْمَةٍ أَوْ بِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ، فَمِنْكَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ، فَلَكَ الْحَمْدُ وَلَكَ الشُّكْرُ.
والله الموفق والمستعان.

أهم الأخبار

    xml/K/rss0.xml x0n not found