اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

تحول استراتيجي لداعش في موزمبيق.. جهود التغيير والتجنيد في كابو ديلجادو

داعش في موزمبيق
داعش في موزمبيق

نشطت أنشطة تنظيم داعش الإرهابي في موزمبيق، خاصة في منطقة شمال شرق البلاد، في منطقة تُعرف باسم كابو ديلغادو. تم تقدير وجود خلايا لتنظيم داعش في تلك المنطقة منذ عام 2017. هذه الخلايا قد قامت بسلسلة من الهجمات العنيفة والتي تسببت في مقتل ونزوح العديد من السكان المحليين.

تعزى الأسباب الرئيسية لانتشار داعش في موزمبيق إلى الفقر والبطالة والانعدام الأمني في بعض المناطق النائية، إلى جانب تأثير الأيديولوجيا الجهادية.

ويشتهر المتشددون المنتمون لتنظيم داعش في محافظة كابو ديلجادو بموزمبيق بشن هجمات عنيفة تشمل حرق البلدات بأكملها، والاعتداء على المدنيين بوحشية عبر قطع رؤوسهم، ومهاجمة قوات الأمن في المنطقة.

تشير التحليلات إلى أن الجماعات الموالية لتنظيم داعش تسعى إلى تغيير استراتيجيتها، رغبة في جذب الدعم الشعبي وزيادة تجنيد المقاتلين الجدد. يبدو أنهم يركزون بشكل متزايد على نشر الدعوة في عدة مراكز بمحافظة كابو ديلجادو، مثل شيور، وماكوميا، وميلوكو، وموسيمبوا دا برايا، ونانغادي، وكويسانغا. تقارير تفيد بأن ما يقارب 300 من المقاتلين المتمردين قد سيطروا على هذه المراكز في شهر مارس.

والدعوة اصطلاحاً هي معرفة الدين ودعوة الناس إليه، وكما نوَّه السيد كاليب ويس على موقع «لونغ وور جورنال» التابع لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، فإن الجماعات الإرهابية كثيراً ما تحاول دعوة الناس إلى تفسيرها للإسلام وإقامة علاقات طيبة في المجتمعات، حتى المجتمعات التي تستولي عليها.

وتظهر الصور التي نشرها داعش مؤخراً قادة التنظيم وهم يؤمون الناس في الصلاة ويطعمون جموعاً من الأهالي، ويظهر الأطفال في صور كثيرة.

ويقول ويس، أحد كبار المحللين في مؤسسة بريدجواي المعنية بمنع الإبادة الجماعية، أن هذه الأنشطة ”تُعد ركناً أصيلاً من مشروع بناء الدولة الجهادية، ويسهم إطلاق مثل هذه الدعاية في تقديم دليل على شكل من أشكال الحكم في منطقة معينة.“

وأفاد موقع «زيتامار نيوز» الموزمبيقي أن الدعوة تأتي في إطار استراتيجية التواصل مع الجماهير المستخدمة منذ أواخر يناير، إذ ظهر حينها 30 متمرداً في موسيمبوا دا برايا، وادعوا أنهم إنما أتوا إليها لشراء الطعام والهواتف المحمولة.

ثم مكثوا عدة ساعات في قرية كالوغو، وقالوا للأهالي إنه لا داعي أن يخشوهم، لكنهم حذروهم أيضاً من إبلاغ قوات الأمن بوجودهم.

وبعد ذلك بأيام، وصلت مجموعة من المتمردين الشباب إلى منجم ذهب في ميلوكو، وقسَّموا عمال المنجم إلى مجموعتين من المسلمين والمسيحيين لكنهم أخبروهم أنهم لن يقتلوهم، وإنما اشتروا طعاماً وثياباً ولوازم أخرى ثم رحلوا، وذكر موقع «زيتامار نيوز» أن معظم المقاتلين تتراوح أعمارهم من 14 إلى 22 سنة، وكان بعضهم من كينيا.


وهذه الأساليب تساعد داعش على الاستفادة من سوء الحكم، واستغلال المظالم المحلية، وتجنيد مقاتلين جدد، داخل البلاد وخارجها. وذكر مركز صوفان، وهو مؤسسة بحثية غير ربحية مستقلة، أن داعش اجتذب في موزمبيق مقاتلين أجانب من كلٍ من رواندا وجنوب إفريقيا وتنزانيا.

وظهر أحسن ما قام به في ظل تدافع القوات الدولية لتجنب حدوث ثغرة أمنية برحيل بعثة مجموعة تنمية الجنوب الإفريقي (السادك) في موزمبيق (صميم) من كابو ديلجادو، ومن المتوقع أن يغادر آخر جندي من جنود البعثة بحلول يوليو.

وذكرت وكالة أنباء «آسوشييتد بريس» أن قوات البعثة تغادر بينما يشن داعش هجمات جديدة من معقله في المدن الساحلية والوسطى بمحافظة كابو ديلجادو جنوباً، فهاجم في الجنوب 27 قرية على مدار أربعة أسابيع في شهري فبراير ومارس.

ويعتقد ويس أن التنظيم سيواصل زحفه جنوباً، ”فيكثر من الدعوة ليُحكم قبضته، والأهم أن يحسن العلاقات العامة مع الأهالي.“

كشفت الأمم المتحدة أن أكثر من 100,000 موزمبيقي، منهم أكثر من 61,000 طفل، لاذوا بالفرار بسبب زحف التنظيم جنوباً، وقالت السيدة ألبرتينا أوسيني، مديرة شؤون المرأة والطفل والعمل الاجتماعي بحكومة محافظة نامبولا، لوكالة لوسا للأنباء، إن ما يُقدَّر بنحو 72 طفلاً أُبلغ عن فقدهم عقب الهجمات الأخيرة.


أهم الأخبار

    xml/K/rss0.xml x0n not found