اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

كتاب التحرير في أسانيد التفسير بالمأثور يرصد الأساليب الصحيحة عن الصحابة والتابعين وأتباعهم

ندوة الباحث القطري
ندوة الباحث القطري

استضاف الصالون الثقافي بمعرض الدوحة الدولي للكتاب في دورته الثالثة والثلاثين والمقام تحت شعار "بالمعرفة تبنى الحضارات"، في أولى جلساته الأدبية والفكرية الباحث والداعية القطري الدكتور عبدالعزيز فرج عزران المري للتعريف بكتابه "التحرير والتقرير في أسانيد التفسير بالمأثور"، وهو أحد إصدارات سلسلة الأبحاث والرسائل العلمية للباحثين القطريين بإدارة البحوث والدراسات الإسلامية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.

وخلال الجلسة الأدبية أوضح الدكتور عبدالعزيز المري أنه اجتهد في كتابه التحرير والتقرير في أسانيد التفسير بالمأثور، في جمع ما صحّ من الأسانيد عن الصحابة الكرام رضي الله عنهم وعن طبقة التابعين وأتباع التابعين من كتابي تفسير الطبري، وتفسير بن أبي حاتم الرازي رحمه الله رحمة واسعة.

وذكر أن الكتاب يهدف إلى تسليط الضوء على موضوع اختلاف طرق فنون الشريعة من حيث قبول أو رد طريق الراوي أو روايته، وأن لكل فنٍ من فنون الشريعة أصولاً يبني عليها العالم المختص الحكم في قبول أو رد رواية الرجال، وذلك من خلال عرض نماذج من طبقة الصحابة والتابعين وأتباع التابعين رضي الله تعالى عنهم، حيث أثبت الباحث أن بين أصول الشريعة فروقاً، ومع ما فيها من تداخل إلا أن أصول بعضها لا يحكم على كل الفنون بالكلية، يظهر ذلك من خلال تحقيق بعض المحققين للآثار المروية في التفسير، وردّهم للطُرُق المروية عن بعض من تُكلمَ فيه من أئمة الجرح والتعديل.

وأضاف الدكتور عبدالعزيز المري أنه قام بدراسة نماذج مختارة من طبقة الصحابة رضوان الله عليهم دراسةً فاحصةً، من حيث عدد المرويات التفسيرية، وذكرت المرفوع منها والموقوف، ثمّ ذكرت مميزات كلّ صحابيٍّ على حِدة في التفسير، وذكرت أكثر الطُرُق المروية عنهم، مع ذكر رواياتهم عن الثقات والضعفاء، ثم قمت بعد ذلك بنقد طبقة الصحابة وإثبات القول الصحيح في المكثرين منهم في التفسير، وعلى هذا المنوال سرت في طبقة التابعين وأتباع التابعين رحمهم الله تعالى، كما أثبتُ أنّ الراوي الضعيف لا تردُّ روايته لمجرّد ضعفه، وأن هناك فرقاً بين رواية الصدر ورواية السطر من الكتاب.

وأكد أن هذا الكتاب يعد من أنفس الكتب من ناحية المنهجية، لأن ليس موجود في تاريخ التأليف بالأمة الإسلامية من اختص بمنهجية التفسير كالإسناد، إلا كتاب قد سبقنا، وهو كتاب التقرير في أسانيد التفسير للشيخ عبد العزيز بن مزروق الطريفي، وكذلك هذا الكتاب التحرير والتقرير أوسع وأشمل من كتاب الشيح الطريفي، لأنني درست فيه تفسير الطبري وتفسير أبي حاتم الرازي في طبقة الصحابة الكرام، وطبقة التابعين، وطبقة أتباع التابعين، وذكرت فيه الأساليب الصحيحة عن طبقة الصحابة، وعن طبقة التابعين، وعن طبقة أتباع التابعين، ثم ذكرت كل مفسر ميزته في التفسير ماذا كان يفسر وماذا اعتنى في مجال التفسير، ثم ذكرت بعد ذلك تراجم مختصرة لكل مفسر، ثم ذكرت الفرق بين منهج نقاد الحديث ونقاد أهل التفسير، فمثلا ما يرويه علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في سنده، قال بعض المحققين المعاصرين بأن في سنده انقطاع، فإذن لا يقبل هذا الأثر عن ابن عباس، ولكن الصحيح عند المفسرين، وعند جهابذة الحفاظ بأن علي بن أبي طلحة يروي عن صحيفة، ويروي غالبا عن مجاهد بن جبر، وعن عكرمة مولى بن عباس رضي الله عنهما، وكذلك فرق العلماء من أهل التفسير في مسألة حفظ نقل الحافظ بالآثار التفسيرية، فلربما يروي الضعيف من كتاب صحيح، فيقبل منه، مثلا ما يرويه السدي الكبير عن أبي صالح، عن أبي مسعود، وعن كذلك ابن عباس، فهذا يقبل، كما أشار الى ذلك العلامه أحمد شاكر في تحقيقه لتفسير الطبري.

ونوه المؤلف أن هذا الكتاب تميز كذلك فيه من الأمور ما ذكر من أنواع تفسير النبي صلى الله عليه وسلم ما يتسمى بالتفسير النبوي والإشكالات، سواء كان بيان المشكل أو سواء كان تقييد العام إلى غير ذلك، وذكرت فيه كذلك ما أثبت فيه عن أعلى المرويات المروية عن الصحابة الكرام، لأن المتبادر إلى الذهن عند كثير من المسلمين، أن ابن عباس هو أكثر الذي يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم، أو عن الصحابة الكرام، أو عن نفسه من ناحية التفسير، ولكن الصحيح أنه يروي عن كبار الصحابة، كما أثبت ذلك في آخر الكتاب، ثم ذكرت فيه الفرق بين السفيانين سفيان بن عيينة وسفيان الثوري، لأن المحدثين يشكل عليهم ما يروى عن سفيان، هل هو سفيان بن عيينة ابن أبي عمران، أو سفيان بن سعيد الثوري.

وأردف: وذكرت فيه كذلك أهمية الأسانيد من ناحية الحفاظ على اعتقاد الأمة، لماذا؟ لأن المفسرون عندما جاؤوا بعد القرن الخامس الهجري كانوا يروون الأسانيد عن الصحابة الكرام بلا إسناد، كما جاء بعد تفسير البغوي، فذكرت الأسانيد الصحيحة، والأسانيد المقبولة، والأسانيد الضعيفة المروية في التفسير، ثم أثبت أن هنالك فرق بين الراوي هل يقبل تفسيره، أو يقبل حديثه، مثلا كعاصم بن أبي النجود، وهو رأس في الإقراء، ولكنه في الحديث لا يؤخذ حديثه، وكذلك الإمام حمزة الزيات هو ضعيف في الحديث، ولكنه هو رأس في الإقراء.

وقدم الباحث القطري الدكتور عبدالعزيز فرج عزران المري الشكر لوزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية وعلى رأسها سعادة الوزير السيد غانم بن شاهين الغانم على دعمها للباحثين القطريين وحرصها على إحياء كتب التراث الإسلامي وطباعتها وتوزيعها، وكذلك إلى إدارة البحوث والدراسات الإسلامية التي اعتنت بطباعة هذا الكتاب ضمن سلسلة الأبحاث والرسائل العلمية للباحثين القطريين.

الجدير بالذكر أن الباحث القطري فضيلة الدكتور عبد العزيز بن فرج العزران المري، هو عضو اللجنة العلمية في الهيئة العالمية لتدبر القرآن الكريم، وحصل على درجة الدكتوراه في تخصص تفسير القرآن وعلومه، من الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا بتقدير ممتاز، وقد تدرج الباحث في منازل التعليم الأكاديمي، حيث تخرج من كلية القرآن الكريم والدراسات الإسلامية، بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة من مرحلة البكالوريوس بتقدير ممتاز، وبعده الماجستير في علوم القرآن من الجامعة نفسها، ثم أعقبه مرحلة الدكتوراه في الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا.

أهم الأخبار

    xml/K/rss0.xml x0n not found