اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

ما هو تأثير تأخر تسليم الذخائر على العلاقات الأمريكية الإسرائيلية ؟

العلاقات الأمريكية الإسرائيلية
العلاقات الأمريكية الإسرائيلية

أثار قرار الولايات المتحدة بتأخير تسليم الذخائر إلى إسرائيل غضب كبير خاصة مع استمرار عدوان جيش الاحتلال على قطاع غزة، وبدء عملية جديدة في مدينة رفح الفلسطينية الواقعة جنوب القطاع وكانت السبب في القرار الأمريكي.

واحتلت هذه الأزمة اهتمامات وسائل الإعلام العبرية خلال الأيام الماضية، حيث قالت صحيفة جيروزاليم بوست إنه وفي خضم الصراع في غزة، فإن القرار الذي اتخذته إدارة الولايات المتحدة بتأخير شحنة مهمة من الذخائر إلى إسرائيل لا يشكل مجرد تأخير لوجستي؛ إنه تآكل كبير في الثقة بين الحلفاء المخلصين.

وأشارت إلى أن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أعلن عن كشف مذهل: الولايات المتحدة سوف تحجب شحنة واحدة من الذخائر الأساسية عن إسرائيل بسبب المخاوف من احتمال سقوط ضحايا بين المدنيين في منطقة رفح الاستراتيجية.

وقالت الصحيفة العبرية إن هذا الإعلان وضع طبقة من التعقيد والشك في وقت تشتد فيه الحاجة إلى اتخاذ إجراءات حاسمة، وخطوة أوستن تضرب جوهر الاستعداد العملياتي للجيش الإسرائيلي وترسل إشارة مثيرة للقلق حول تصميم الولايات المتحدة على الوقوف إلى جانب حليفتها.

وأوضحت أن التوقيت والمنطق وراء هذا التوقف مثير للقلق بشكل خاص، لقد جاء ذلك خلال مرحلة حرجة من العمليات الإسرائيلية ضد حماس، ويعتمد الحلفاء على الدعم المستمر والموثوق في أوقات الأزمات؛ ومع ذلك، فإن هذا القرار الذي اتخذته الولايات المتحدة يشير إلى التزام متذبذب، ويثير تساؤلات حول موثوقيتها كشريك استراتيجي.

التوترات الإسرائيلية الأمريكية تساعد حماس

وفي نفس السياق تحدثت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية بالقول إن مثل هذا التردد يفيد حماس بشكل مباشر، مما يتيح لها فترة راحة عندما تمارس القوات الإسرائيلية الضغوط، ولا يؤدي هذا إلى إطالة أمد الصراع فحسب، بل يخاطر بزيادة الخسائر في صفوف المدنيين التي تريد الولايات المتحدة منعها إنها مفارقة تقوض الموقف الأخلاقي المقصود للولايات المتحدة.

علاوة على ذلك، يمثل القرار أكثر من مجرد تحول تكتيكي مؤقت؛ فهو يشير إلى تغيير محتمل في السياسة الخارجية للولايات المتحدة يمكن أن يكون له تداعيات جيوسياسية طويلة الأمد.

لقد كانت الولايات المتحدة تاريخياً أقوى حليف لإسرائيل، حيث لم تقدم المساعدات العسكرية فحسب، بل وقفت أيضاً إلى جانب حقها في الدفاع عن نفسها على المنصات الدولية. إن هذا التوقف في المساعدات العسكرية هو على أقل تقدير لحظة تردد يمكن للخصوم استغلالها.

ويزيد المناخ السياسي الداخلي في الولايات المتحدة من تعقيد هذا السيناريو، وتعكس المناقشات الأخيرة في الكونجرس الأمريكي وبين عامة الناس وجهة نظر مستقطبة حول مدى الدعم الذي يتعين على الولايات المتحدة أن تقدمه لإسرائيل وهذا الانقسام ليس مجرد قضية داخلية؛ فهو يؤثر على التصورات الدولية ويمكن أن يغير الحسابات الاستراتيجية للجهات الفاعلة العالمية الأخرى التي تراقب عن كثب التزامات الولايات المتحدة وتحولات سياساتها.

ولا يمكن المبالغة في تقدير حاجة إسرائيل إلى مواصلة الضغط على حماس.

ومن الممكن أن يؤثر هذا القرار الأمريكي على توازن القوى الدقيق في المنطقة، فهو يشجع خصوم إسرائيل، الذين قد ينظرون إلى هذا التوقف باعتباره إضعافاً لعزم إسرائيل بسبب الدعم الأمريكي الأقل يقيناً.

كما أنه يزيد من تعقيد اللغز الجيوسياسي في الشرق الأوسط الأوسع، حيث تستفيد الجهات الفاعلة الإقليمية قريبا من التحولات في التحالفات التقليدية.

أهم الأخبار

    xml/K/rss0.xml x0n not found