اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

تحديات محمد إدريس ديبي بتشاد.. المصالحة الداخلية في البلد الفقيرة

تحديات محمد إدريس ديبي بتشاد
تحديات محمد إدريس ديبي بتشاد

يواجه محمد إدريس ديبي، رئيس المجلس العسكري الانتقالي في تشاد، العديد من التحديات الجسيمة في مسيرته نحو تحقيق الاستقرار وإرساء الديمقراطية في البلاد.


تشاد تشهد تاريخاً طويلاً من عدم الاستقرار السياسي والصراعات الداخلية. تعتبر الحكومة والقوات المسلحة الأساسيين في الحفاظ على الاستقرار، ومع وجود تحديات مثل التمرد المسلح والتهديدات الإرهابية، يتعين على الرئيس ديبي التعامل مع هذه القضايا بحكمة.

يعتبر الفساد تحدياً كبيراً في تشاد، وقد يؤثر سلباً على التنمية الاقتصادية والاجتماعية. من المهم أن يواجه الرئيس ديبي هذا التحدي من خلال تعزيز الشفافية وتعزيز مكافحة الفساد، كما تعدتشاد هي إحدى الدول الأفقر في العالم، وتعتمد اقتصاديتها بشكل كبير على صادرات النفط. يواجه ديبي تحديات في تنويع الاقتصاد وتعزيز النمو المستدام، وتوفير فرص العمل والخدمات الأساسية للمواطنين.

تشمل هذه التحديات الفقر، ونقص الخدمات الصحية والتعليمية، وانعدام الأمن الغذائي، وقضايا حقوق الإنسان. يتعين على الرئيس ديبي التركيز على تحسين هذه الجوانب من حياة المواطنين، ويواجه تشاد تحديات متزايدة نتيجة لتغير المناخ، مثل التصحر ونقص المياه، مما قد يؤثر على الأمن الغذائي واستقرار البلاد

بعد مرور 3 سنوات، انتهت المرحلة الانتقالية في تشاد بفوز رئيس المجلس العسكري الحاكم، محمد إدريس ديبي، في الانتخابات الرئاسية. شهدت هذه الانتخابات حالة من التوتر والترقب نظراً لما قد يكون لها من تأثير على الخاسرين وأيضاً على المعارضة التي قاطعت العملية الانتخابية.


ديبي فاز في الانتخابات بنسبة 61.3٪ من أصوات الناخبين، متفوقًا على منافسه الأبرز، رئيس الوزراء سوكسيه ماسرا، الذي حصل على 18.53٪ من الأصوات. بالمقابل، حل رئيس الوزراء السابق، باهيمي باداكي، في المركز الثالث بنسبة أقل من 10٪.

ديبي تولى رئاسة المرحلة الانتقالية بعد وفاة والده إدريس ديبي، الذي قتل على يد متمردي حركة "فاكت" في معارك بشمال البلاد عام 2021. وقد استمر حكم والده منذ عام 1990.

وتعد هذه هي المرة الأولى في تاريخ البلد الواقع في وسط أفريقيا التي تنافس فيها رئيس ورئيس وزراء في انتخابات رئاسية، وكانت الآمال منعقدة على تغيير بعدما امتد الحكم من إدريس الأب إلى نجله لأكثر من ثلاثين عاما.


لأول مرة في تاريخ تشاد يتم استبعاد المعارضة من الانتخابات، حيث تم رفض أوراق 10 مرشحين لأسباب وهمية، أغلبهم من مناطق الشمال؛ حتى يتم إفساح الطريق لمحمد ديبي لحصد الأصوات الشمالية.
تم منع المراقبين الدوليين الذين تم تدريبهم بدعم من الاتحاد الأوروبي، ورفضت لجنة الانتخابات إعطاءهم التصاريح لممارسة مهام عملهم.
اللجنة المكلفة بتنظيم الانتخابات رئيسها هو عضو في الحزب الحاكم.
رئيس المجلس الدستوري في البلاد هو في ذات الوقت المتحدّث باسم الحزب الحاكم.
لم نرَ أي نزاهة للانتخابات أو شفافية تدفعنا للمشاركة فيها.
منذ تولّي ديبي الأب الحكم تم تنظيم 5 انتخابات دون تغيير أو شفافية، وكانت مجرد أدوات شكلية، والآن يسير ابنه على ذات المنوال.
تم نشر الجيش منذ بدء الحملة الانتخابية وفي أثناء عملية التصويت لتخويف الناخبين.
وأسهم الدستور الجديد المستفتى عليه في ديسمبر الماضي، في منح ديبي الابن (39 عاما) فرصة الترشح؛ حيث تضمن مادة خفَّضت سن الترشح للرئاسة من 40 عاما إلى 35، كما نصت المادة 68 على أنه يحق للقادة العسكريين الترشح للرئاسة، شريطة التفرّغ لهذا المنصب.

تشاد تمر بمرحلة صعبة وحرجة منذ وفاة (ديبي الأب)، ومنذ بدء الفترة الانتقالية كانت هناك تحديات تتعلق بالمعارضة الداخلية والمعارضة المسلحة، التي شاركت في (حوار وطني) داخلي انتهى بخريطة طريق تمهد للانتخابات الرئاسية


فوز ديبي، مرشّح تحالف "تشاد موحدة"، لم يكن مفاجئا "لأنه شخص أدار الدولة خلال المرحلة الانتقالية، وأبرم اتفاقيات مع خصومه، وعقد حوارا وطنيا مع جميع مكونات المجتمع الجديد، وخرج مؤتمر الحوار بتوصيات، من ضمنها صياغة دستور وافق عليه الشعب في استفتاء عام".

ترشّح ديبي حظي بدعم واسع من 220 حزبا سياسيا و7 منظمات مجتمع مدني، ومن النخبة السياسية وكبار الموظفين وجنرالات في الأجهزة الأمنية والجيش، ما مكّنه من الفوز بنسب كاسحة في شمال ووسط البلاد، ولم يكن هناك تفتيت للأصوات فيها.

وتعهد (ديبي الابن) خلال حملته الانتخابية بتعزيز الأمن، وسيادة القانون، وزيادة إنتاج الكهرباء، وإكمال عملية الانتقال السياسي التي بدأت في البلاد منذ 3 سنوات.

التحدي الأساسي أمام الرئيس التشادي الجديد، قدرته على استكمال المصالحة الوطنية الداخلية، ذلك أن جلسات (الحوار الوطني) الذي تم عقده في تشاد لم تشارك فيه الجماعات المسلحة وأحزاب المعارضة والمنظمات المدنية كافة، بجانب الخلاف بين القبائل بسبب سيطرة قبيلة (الزغاوة) على الحكم منذ 30 عاماً.

وتعد تشاد دولة محورية في الحرب على الإرهاب بمنطقة الساحل الأفريقي، وتمثل قاعدة مهمة للوجود الفرنسي والغربي في منطقة الساحل، وأوضح عبد الرحمن أن هناك اهتماماً غربياً وإقليمياً باستقرار تشاد، خصوصاً أنها «تمثل رأس حربة بمنطقة الساحل في مواجهة الإرهاب»، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى ضرورة «تنويع الرئيس الجديد لعلاقاته الخارجية مع دول أخرى غير الغرب».


أهم الأخبار

    xml/K/rss0.xml x0n not found