اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

محمد إدريس ديبي.. انقلاب الأبن على الأب في تشاد

محمد إدريس ديبي
محمد إدريس ديبي

أعلنت الهيئة الانتخابية الحكومية في تشاد فوز الرئيس الجديد، محمد إدريس ديبي، بنسبة 61.3% في الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم الإثنين الماضي. وبهذا الفوز، يُنهي ديبي فترة حكم مجلس عسكري انتقالي كان قد تولى الحكم منذ عام 2021، بعد وفاة والده إدريس ديبي على يد متمردين.


ولد ديبي الابن في عام 1984 في العاصمة نجامينا، وينتمي مع والده لقبيلة الزغاوة المتمركزة على الحدود مع السودان وتمثل 1% من السكان، أما والدته فمن قبائل الغوران ويطلق عليها أيضا التبو، وهي مجموعة عرقية تنتشر في عدة مناطق من تشاد خصوصا جبال تبستي، وتمثل 6.3% من مجموع السكان.


واشتهر ديبي الابن بلقب "محمد كاكا" أو الجدة باللغة التشادية، في إشارة إلى جدته لوالده التي ربته.

والده هو الرئيس السابق إدريس ديبي، الذي قتل على يد متمردين في أبريل 2021 بعد أن حكم البلاد 3 عقود.

تزوج محمد إدريس ديبي 3 مرات، المرة الأولى في عام 2010 من ابنة الوزير السابق في أفريقيا الوسطى أباكار سابون وأنجب منها 5 أطفال، قبل أن يتزوج للمرة الثانية واختار زوجته هذه المرة من قبيلة الزغاوة، التي ينتمي لها والده.

وأما زوجته الثالثة دهباية عمر سوني فهي من الغوران وابنة جنرال بالجيش، كانت تعمل صحفية قبل أن يعينها والده مديرة للعلاقات العامة بالرئاسة في ديسمبر 2019.

وبتولي زوجها رئاسة المجلس العسكري أصبحت دهباية السيدة الأولى، وفي 16 مايو 2021، صدر مرسوم بتعيينها مستشارة إعلامية ضمن 23 مستشارا للمجلس العسكري الانتقالي الحاكم.

تلقى محمد إدريس ديبي تعليمه بالمدارس المحلية في تشاد، ثم التحق بمجموعة المدارس العسكرية المشتركة، قبل أن يسافر إلى فرنسا لتلقي دورة تدريبية مدتها 3 أشهر بالمدرسة الثانوية العسكرية بمنطقة "إكس أون بروفانس".

بعد تخرجه في الكلية الحربية برتبة ملازم، عين نائبا لقائد فرقة المشاة بالمديرية العامة لجهاز أمن مؤسسات الدولة، وشارك في صد هجوم المتمردين على العاصمة في أبريل 2006، كما شارك بالعمليات العسكرية ضد الجماعات المتمردة في بلدة أم دام شرق البلاد عام 2009.

وتدرج ديبي الابن في المناصب العسكرية حتى رقي إلى رتبة فريق أول عام 2018، وفي عام 2021 وبعد مقتل والده نصبه مجلس مشكل من 15 جنرالا في أبريل 2021 رئيسا مؤقتا للبلاد.

ووصفت المعارضة خلافة ديبي لوالده بأنه "انقلاب"، إذ كان ينص الدستور على أن السلطات التنفيذية المؤقتة تنتقل إلى رئيس الجمعية الوطنية في حال وفاة الرئيس.

وكان مقررا أن تستمر المرحلة الانتقالية لمدة 18 شهرا بعد أن حل ديبي البرلمان والحكومة وألغي الدستور.

وفي الثالث من مايو 2021 أعلن ديبي تشكيل حكومة انتقالية من 40 عضوا بينهم عناصر من المعارضة، لكن معظم الوزارات السيادية كانت بأيدي حزب والده الراحل.

شارك ديبي الابن في حوار مع الجماعات المتمردة، واستحدث وزارة للمصالحة الوطنية، كما عين مستشارا برئاسة الجمهورية مكلفا بالمصالحة والحوار.

وفي أغسطس 2022 انتهى الحوار بتوقيع الحكومة الانتقالية وممثلي هذه الحركات اتفاقية سلام بمشاركة نحو 40 حركة، بينما رفضتها 19 أخرى وفي مقدمتها جبهة التحرير والوفاق "فاكت"، كبرى الحركات المتمردة التي تقف وراء قتل الرئيس السابق.

وفي 8 أكتوبر 2022، أعلن منتدى "الحوار الوطني الشامل والسيادي" عن تمديد المرحلة الانتقالية عامين، وتعيين إدريس ديبي رئيسا للمرحلة تمهيدا لإجراء انتخابات ديمقراطية وشفافة، يحق لديبي وأعضاء المجلس العسكري الترشح فيها.

في 17 ديسمبر 2023، وافق التشاديون بنسبة 86% في استفتاء شعبي على مشروع دستور جديد يمهد لإعادة الحكم المدني.

بعد سلسلة من الضربات التي تلقتها فرنسا بطرد قواتها العسكرية من النيجر ومالي وبوركينا فاسو، باتت باريس ترى في ديبي صديقها الوحيد في منطقة الساحل والصحراء.

وتوجد في تشاد 3 قواعد عسكرية فرنسية أكبرها القاعدة الجوية "حجي قصي" بالعاصمة، التي يتمركز بها نحو ألف عسكري.

وزار ديبي فرنسا في أكتوبر2023 حيث التقى رئيسها إيمانويل ماكرون، وتطرقت المباحثات بينهما إلى انتقال السلطة في تشاد والمرحلة الانتقالية، من بين قضايا أخرى.

أهم الأخبار

    xml/K/rss0.xml x0n not found