اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

الشيخ الشعراوي يكشف أسرار ذكر يومي الجمعة والسبت بأسمائهم في القرآن الكريم

الشيخ الشعراوي
الشيخ الشعراوي

في الواقع، يثير ذكر الجمعة والسبت في القرآن دون ذكر الأيام الأخرى اهتمامنا بالتفكير في سبب ذلك، مما يدعونا إلى التساؤل عن دور هاتين الأيام وما يتعين علينا فعله خلالهما لاستغلال فضلهما العظيم.

وربما يكون الاستفسار حول سبب ذكر يومي السبت والجمعة في القرآن الكريم باسميهما بابًا لفهم أعمق للأسرار المرتبطة بتلك الأيام الخاصة، وكيف ترتبط هذه الأسرار بالنصوص القرآنية.

إذ يعتبر القرآن كلام الله، حيث كل حرف فيه يحمل حكمة وقيمة، وهذا يعزز أهمية يومي الجمعة والسبت ويشجع على استكشاف معانيهما في القرآن الكريم.

وتطرق الشيخ محمد متولي الشعرواي، إمام الدعاة، في كلمته إلى أهمية يومي الجمعة والسبت في الإسلام ومعانيهما الدينية والتاريخية، وكيف أنهما تحملان رمزية خاصة في الوعي الإسلامي والتقويم الزمني.

واستشهد الشيخ محمد متولي الشعراوي، بحقيقة تاريخية تتعلق بذكر يوم السبت والجمعة في القرآن الكريم.

وأوضح الشيخ أن الله أشار بصراحة إلى يومي الجمعة والسبت في كتابه العزيز، مما يثير الاهتمام لأنهما الوحيدان في الأسبوع الذين حملوا أسماءً مختلفة، بينما لم يتم تسمية باقي أيام الأسبوع بأسماء مميزة مثل "الأحد، الإثنين، الثلاثاء، الأربعاء، الخميس".

وقال إن يوم الجمعة يعتبر عيداً أسبوعياً للمسلمين ويجمع بين العديد من الأحداث الهامة في التاريخ الإسلامي، بينما يوم السبت يرمز إلى الراحة والسكون بعد انتهاء أعمال الخلق.

وقد ذُكر يوم الجمعة في القرآن في قوله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ» (سورة الجمعة).

كما تحدث الشيخ الشعراوي أيضًا عن السبت وأنه يرمز للقطع والسكون، ويوضح أنه يعبر عن الفراغ والاستراحة بعد العمل.

وأشار الشيخ الشعراوي، إلى قصة يوم السبت في عهد النبي داوود - عليه السلام- شهد قضية مهمة تتعلق بيوم الراحة، عندما سألوا الله عن يوم للراحة فيه من عناء العمل، فأعطى الله لهم يوم السبت.

وفسر الشيخ الشعراوي، قول الله تعالي: {وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ}.. [البقرة : 65]، بعد أن بين الله جل جلاله لنا كيف أنه فتح باب الفضل والرحمة لليهود فتركوه.. أراد أن يبين لنا بعض الذي فعلوه في مخالفة أوامر الله والتحايل عليها.. والله تبارك وتعالى له أوامر في الدين وأوامر تتعلق بشئون الدنيا.. وهو لا يحب أن نأخذ أي أمر له يتعلق بالدين أو بالدنيا مأخذ عدم الجد.. أو نفضل أمرا على أمر.. ولذلك تجد في سورة الجمعة مثلا قول الحق تبارك وتعالى: {يا أيها الذين آمنوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاَةِ مِن يَوْمِ الجمعة فاسعوا إلى ذِكْرِ الله وَذَرُواْ البيع ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ فَإِذَا قُضِيَتِ الصلاة فانتشروا فِي الأرض وابتغوا مِن فَضْلِ الله}.. [الجمعة : 9-10].

وأشار إلى أن هذين أمرين أحدهما في الدين والثاني يتعلق بالدنيا.. وكلاهما من منهج الله.. فالله لا يريدك أن تتاجر وتعمل وقت الصلاة.. ولا أن تترك عملك بلا داع وتبقى في المسجد بعد الصلاة.. إذا نودي للصلاة فإلى المسجد.. وإذا قضيت الصلاة فإلى السعي للرزق.. وهناك يومان في الأسبوع ذكرا في القرآن بالاسم وهما يوم الجمعة والسبت.. بينما أيام الأسبوع سبعة، خمسة أيام منها لم تذكر في القرآن بالاسم.. وهي الأحد والاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس.. الجمعة هي عيد المسلمين الذي شرع فيه اجتماعهم في المساجد وأداء صلاة الجماعة.. ونلاحظ أن يوم الجمعة لم يأخذ اشتقاقه من العدد.. فأيام الأسبوع نسبت إلى الأعداد فيما عدا الجمعة والسبت. لذلك تجد الأحد منسوب إلى واحد والاثنين منسوب إلى اثنين.. والثلاثاء منسوب إلى ثلاثة والأربعاء منسوب إلى أربعة والخميس منسوب إلى خمسة.

وورد أن يوم الجمعة قد سُمي بهذا الاسم لأنه يوم جامع، ففي يوم الجمعة يجتمع الناس، كما يجتمعون لأداء الصلاة، وهو يوم جامع للخير.

وورد أن كلمة السبت تعني الراحة، ولقد سُمي بهذا الاسم لأن هذا اليوم هو من أجل الراحة بعد العناء طوال الأسبوع، ولقد ذكر في القرآن لأن يوم السبت هو يوم مقدس عند اليهود، والذي ذُكر في سورة الأعراف في قوله تعالى: «وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ».

أهم الأخبار

    xml/K/rss0.xml x0n not found