اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

”جوهرة أسمرة”.. مسجد الخلفاء الراشدين في إريتريا يروي قصة تلاقي الثقافات والتاريخ

مسجد الخلفاء الراشدين في إريتريا
مسجد الخلفاء الراشدين في إريتريا

يقع مسجد الخلفاء الراشدين في قلب مدينة أسمرة، عاصمة إريتريا. يُعدّ أحد أقدم وأكبر المساجد في البلاد، و يُعرف بجماله المعماري الفريد وتاريخه العريق.


بُني مسجد الخلفاء الراشدين عام 1938 بمبادرة من الزعيم الإيطالي بينيتو موسوليني. كان الهدف من بناء المسجد هو إرضاء السكان المسلمين في إريتريا، الذين يشكلون حوالي 50٪ من سكان البلاد في ذلك الوقت. صمم المسجد المهندس الإيطالي غويدو فيرازا، و تم تشييده على الطراز المعماري العقلاني.

يتميز مسجد الخلفاء الراشدين بتصميمه المعماري الفريد، و يجمع بين العناصر المعمارية الإسلامية والإيطالية. يتميز المسجد بواجهته البيضاء المُزخرفة، و مئذنته العالية، و قبته الكبيرة. يضم المسجد قاعة صلاة واسعة تتسع لآلاف المصلين، و مكتبة غنية بالمخطوطات والكتب الإسلامية.

يُعد مسجد الخلفاء الراشدين أحد أهم المعالم الدينية والثقافية في إريتريا. يُشكل المسجد مركزًا للمسلمين في البلاد، و يُقام فيه العديد من الفعاليات الدينية والثقافية على مدار العام. يُعد المسجد أيضًا وجهة سياحية شهيرة، و يجذب الزوار من جميع أنحاء العالم.

جامع الخلفاء الراشدين هو أكبر وأهم الجومع في أرتريا ، ومعلم من أبرز معالم العاصمة أسمرة ، ومصدر من أهم مصادر الإشعاع الإسلامي في المجتمع الأرتري المسلم. يتسع جامع الخلفاء مع أجنحته لعشرة آلاف مصل ، ويتصل به من جانبيه مبنى المكتبة الإسلامية ، ومبنى مدرسة المعهد الديني الإسلامي. والجامع يعتبر محور النشاط الإسلامي في المدينة ، ففيه تقام المناسبات الإسلامية ، وفيه تلقى الدروس العلمية ، وإليه يتجه زوار المدينة من الرسميين وغير الرسميين. ونظرا للمكانة الكبيرة التي يحتلها هذا الجامع فقد حرص سماحة المفتي على تدوين وتوثيق كل ما يتعلق بهذا الجامع وملحقاته ، وأفرده بكتاب خاص سماه “القنبرة في تاريخ المركز الإسلامي في أسمرة”. ولسماحته أبيات في الإشادة بهذا الجامع ، ومنها بيت يقول فيه:


بنى جامع الخلفاء الراشدين ، وهو أول جامع في العاصمة أسمرة ، في عام 1319هـ الموافق 1900م في أيام لجنته الأولى برئاسة الكوليري أحمد أفندي الغول ( المصري الأصل وكبير التجار)* وقد قام ببنائه المعلم “عامر الجداوي” من مواليد مصوع على أرض منحتها الحكومة بناء على طلب لجنة مشروع الجامع. وقد عارض رواد كنيسة “القديسة مريم” المجاورة بناء الجامع ، ورفعوا عريضة إلى الحاكم الإيطالي ، ولكنه لم يلتفت إلى تلك المعارضة ، ولم يكتفي بالموافقة على بناء الجامع بل ساهمت حكومته بمبلغ 300 فرنك إيطالي لبناءه. وقد إستغرق بناء الجامع العام تقريبا ، وفور إتمام بناءه أقيمت فيه صلاة الجمعة والصلوات الخمسة. وقد رمم المسجد في عام 1917م الموافق 1337هـ في أيام لجنته الثانية التي كان في مقدمتها المسلمانيين محمد فرج لما ، وأبرها تسفاي.


وفي عام 1355هـ الموافق 1936م عزمت الحكومة الإيطالية** على تجديد الجامع على الصفة التي تليق به ، وذلك بمبادرة من محافظ العاصمة المستشرق الإيطالي الدكتور ليبلوا الذي كان يحسن اللغة العربية ، وله معرفة تامة بالشؤون الإسلامية. وقد جمع المحافظ الأعيان والتجار بحضور زعيمة المسلمين في تلك الأيام الشريفة علوية بنت السيد ، وطلب منهم تعيين لجنة لبنائه على الطراز الحديث ، وقد قام هو مع الشريفة العلوية بالإشراف المباشر على جمع التبرعات وإلزام الجميع بالتبرع ، حتى جمعوا مبالغ كبيرة من المال ، وعلى الفور تم إعادة بناء الجامع على الطراز المعماري الحديث ، ثم بنوا أمامه ميدانا فسيحا للمناسبات والتجمعات الإسلامية ، ووضعوا حوله السور. وهو على هذا البناء إلى عام 1388هـ الموافق 1968م. وقد تمت الزيادة في مساحة الجامع الأصلية والمباني التابعة له على مر السنيين عبر شراء مزيد من الأراضي المحيطة بالجامع ، وعلى تلك الأراضي بني المعهد ومصالح المسجد المختلفة.