اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

مدينة تمبكتو .. الأثار تحت الحصار الإرهابي

مدينة تمبكتو
مدينة تمبكتو

تعتبر تمبكتو مدينة تاريخية أثرية لها رمزية خاصة، حيث تعد واحدة من مدن شمالية كبرى عدة سيطر عليها في بادئ الأمر متمردون طوارق، ليعود ويسيطر عليها مقاتلون ينتمون لجماعات إرهابية في أعقاب تمرد 2012. وفي العام التالي سيطرت قوات فرنسية ومالية على المدينة.


أطلق مسؤول في بلدة تمبكتو بمالي استغاثة لإنقاذها من وطأة حصار لتنظيم إرهابي مرتبط بالقاعدة متواصل منذ أسبوعين، فيما شكت قوات حفظ السلام الأممية من صعوبات في تنفيذ المرحلة الثانية من انسحابها من البلد الأفريقي.

وتمبكتو مدرجة على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) منذ أن حررتها القوات الفرنسية من قبضة المتشددين في 2013.

قال رئيس بلدية تمبكتو وسكان إن حصارا يفرضه إرهابيون منذ أسبوعين على المدينة الأثرية أدى لنقص في الغذاء والمساعدات مع تدهور الوضع الأمني بأنحاء كثيرة في شمال وشرق مالي.


وتصاعدت الاضطرابات خلال 2023 في البلدة بفعل جماعات محلية موالية للقاعدة وتنظيم داعش بعد أن طرد القادة العسكريون بالبلاد القوات الفرنسية وطلبوا مغادرة قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.

وكان قائد «نصرة الإسلام والمسلمين»، التابعة لتنظيم «القاعدة»، نشر سابقاً، الشهر الحالي، فيديو يعلن فيه «الحرب على منطقة تمبكتو». وبعد هذا الخطاب حذرت الجماعة الشاحنات القادمة من الجزائر وموريتانيا وأماكن أخرى في المنطقة من دخول المدينة.


وقال سكان إن جماعة موالية للقاعدة تغلق الطرق المؤدية إلى تمبكتو منذ 13 أغسطس 2023، مما أدى لقطع إمدادات الغذاء والمساعدات الإنسانية للمدينة النائية التي يقطنها زهاء 35 ألف نسمة والتي تضرر اقتصادها بسبب سنوات من العنف.

وقال رئيس البلدية أبوبكر سيسيه نعاني من نقص في المواد الغذائية مع ارتفاع عام في الأسعار.

وصرح لرويترز عبر الهاتف بأن "الشاحنات القادمة من موريتانيا والجزائر لم تعد تأتي".

وقال سيسيه إنه شكل لجنة من نحو 30 قائدا دينيا وعرقيا ليطلبوا من المتشددين رفع الحظر وإنه يأمل في أن تعود الأمور إلى طبيعتها.

وقال إمام الفادي وقران، من سكان تمبكتو، إن الغاز والبنزين والدقيق والكسكس والحليب والمنتجات الأخرى انقطعت.

وفي غضون ذلك، قال رئيس بعثة الأمم المتحدة في مالي القاسم وان الإثنين إن المرحلة الثانية من انسحاب قوة حفظ السلام من هذا البلد والتي بدأت ستكون "صعبة للغاية" بسبب "الجدول الزمني الضيق" والظروف الأمنية واللوجستية.

وبعد طلب المجلس العسكري المالي الذي فاجأ الجميع، قرر مجلس الأمن الدولي إنهاء مهمة حفظ السلام في مالي (مينوسما) في 30 يونيو 2023 وسحب 13 ألفا من عناصر الجيش والشرطة بحلول 31 ديسمبر 2023. وهو انسحاب بجدول زمني معقد وغير مسبوق.

وأعلن القاسم وان أمام مجلس الأمن الدولي "ما زلنا على المسار الصحيح لإنهاء المهمة بحلول 31 ديسمبر2023" مضيفا أنه حتى الآن تمت إعادة 1096 جنديا من قوة حفظ السلام إلى بلدانهم.

لكن ظهرت صعوبات في تنفيذ المرحلة الأولى من خطة الانسحاب التي انتهت الجمعة بإغلاق قاعدة رابعة هي ميناكا (شمال شرق البلاد).

واوضح أن القافلة الأخيرة التي غادرت البر احتاجت إلى "51 ساعة لقطع مسافة 57 كيلومترا" إلى تمبكتو "بسبب طبيعة المنطقة الوعرة والوضع الذي تفاقم بسبب موسم الأمطار وانعدام الأمن" وتعرضت لهجومين نفذهما "متطرفون مجهولون".

وقالت السفيرة الأمريكية ليندا توماس غرينفيلد "كما كان يخشى الكثير منا فإن قرار الحكومة الانتقالية بتعليق عمل مينوسما أدى إلى أعمال عنف جديدة على الأرض".

في هذا الإطار فإن المرحلة الثانية "التي نبدأها الآن" وتنص على إغلاق ست قواعد أخرى بحلول 15 ديسمبر (تيساليت وأغيلهوك وكيدال في الشمال، ودوينتزا وموبتي في الوسط، وأنسونغو في الشرق) "ستكون صعبة للغاية" وفق وان، مشددا على مئات الكيلومترات التي ستضطر فيها أكثر من ألف شاحنة إلى قطعها في ظل "انعدام الأمن بشكل كبير".

وأشار إلى أن الانقلاب في النيجر المجاورة "له أيضا تداعيات على خطتنا للانسحاب التي تقوم على استخدام منطقتي العبور في كوتونو ولومي" وبالتالي تستلزم المرور عبر النيجر.

أهم الأخبار

    xml/K/rss0.xml x0n not found