اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

الخيمة الخضراء تدعو إلى تشجيع وتعزيز السياحة البينية العربية لدعم الاقتصادات الوطنية

دعا المتحدثون في ندوة "السياحة والضيافة رسالة حضارية أم مجرد مال وأعمال؟" التي نظمتها الخيمة الخضراء، في الدوحة، إلى تعزيز وتشجيع السياحة العربية البينية لدعم الاقتصادات الوطنية، وإعداد البرامج المتعلقة بذلك مع تطوير البنية التحتية التكنولوجية، وتمهيد الطرق وزيادة الغرف الفندقية، وإبراز التنوع البيئي والثقافي والتطور الصناعي والتجاري في البلدان العربية، مع ضرورة وضع البرامج التسويقية التي تواكب العصر الحديث والمجتمعات الجديدة بمختلف فئاتها وبجميع اللغات، حتى تأخذ السياحة العربية مكانتها اللائقة في العالم.
وتحدث المشاركون من المتخصصين والناشطين والخبراء والأكاديميين من مختلف مناطق العالم عن التطور الكبير الذي شهدته السياحة، فأصبحت قاطرة لمختلف الصناعات والحرف، وتعتمد عليها كثير من الدول بشكل كامل، كما باتت مصدرا مهما للدخل القومي والمال والأعمال، وأصبح تأثيرها واضحا اجتماعيا واقتصاديا ووسيلة لتصحيح الأفكار المغلوطة عن المجتمع، ووسيلة لنشر وتوثيق التراث المحلي، ضاربين المثل ببطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، حيث تم تصميم الاستادات بما يعكس الهوية والثقافة القطرية والترويج للعادات والتقاليد العربية الأصيلة، وحتى الملابس، وهذا ما حدث عند ارتداء الجماهير بل واللاعبين الثوب والبشت والعقال القطري.
وشددوا على دور التكنولوجيا في تسهيل السفر والحجوزات والدفع والإقامة، وتوفير الخدمات، وسهولة التنقل، وأهمية هذه الخدمات الإلكترونية في الترويج للسياحة وزيادتها عن طريق الرحلات الافتراضية ومقاطع الفيديو القصيرة على وسائل التواصل وألعاب الفيديو التفاعلية، واستحضار شخصيات تاريخية وكارتونية تعكس الثقافة والإرث العربي والإسلامي، محذرين من خطورة استخدام التكنولوجيا من قبل جماعات خارجية للإساءة، وإبراز السلبيات البسيطة وتضخيمها للنيل من المنافسين.


ونبهوا إلى ضرورة مراعاة ذوي الإعاقة عند التخطيط للمدن والمناطق السياحية في النقل، وتسهيل الوصول وتوفير البرامج الترفيهية الخاصة والمرشدين السياحيين المؤهلين، مع تعزيز ثقافة المجتمع لاستقبال واستيعاب هذه الفئة على اختلاف إعاقاتهم، معتبرين سياحة ذوي الإعاقة نوعا من العلاج لهم والتخفيف عنهم وعامل جذب لأسرهم وذويهم، داعين في الوقت نفسه إلى الاهتمام بهذا النمط السياحي، ووضع القوانين التي تلزم شركات الإنشاءات والتخطيط بمراعاة ذوي الإعاقة عند تنفيذ المباني الحكومية والخاصة.


وناقش المشاركون محاور عدة منها: الواقع والمأمول للمقومات السياحية العربية، والتراكم الحضاري في العالم العربي، ودوره في جذب السياحة، وكذلك دور هذا القطاع الحيوي في دعم الاقتصاد الوطني، وجماليات الطبيعة والبيئة المشيدة ودورها في الجذب السياحي.
وأكدوا على أهمية جماليات الطبيعة على صحة الإنسان النفسية والبدنية والعقلية، مشيرين إلى الطبيعة الرائعة التي حبا الله بها العالم العربي من تشكيلات جبلية وغابات شجرية وأنهار جارية وبيئة عمرانية رائعة، تتمثل في آثار القدماء وحضارات السابقين والمباني العصرية بتصميمها المعماري المميز، وتنظيم المدن ونظافتها وأمنها وأسواقها المتنوعة.
ولفتوا إلى تنوع السياحة في المنطقة العربية، التي تلبي احتياجات جميع الشعوب، فمنها السياحة العلاجية والثقافية والترفيهية والشاطئية والدينية والأثرية، وسياحة المعارض والمؤتمرات والمغامرات وغيرها، مستعرضين المقومات السياحية التي تتمتع بها بلدانهم، وأهم ما تضمه من معالم وما تتمتع به من أجواء مناخية، ما يجعلها مقصدا مهما لمختلف أجناس البشر.


في الإطار ذاته، أوضح الدكتور سيف بن علي الحجري، مدير الندوة، أن دولة قطر تمتلك الكثير من المقومات السياحية، فلديها بيئة تضم العديد من الحيوانات والنباتات النادرة، وبنية تحتية قوية، وشبكة طرق عالمية، ومتنزهات متنوعة، وخدمات تكنولوجية عالية، وإنترنت فائق السرعة، وكذلك تتمتع الدولة بخطوط طيران تصل لكل بقاع العالم، منبها إلى أن هذه العوامل تشكل داعما كبيرا لرجال الأعمال لزيادة الاستثمار في قطاع السياحة، والعمل على تنميته والوصول به للمكانة التي يستحقها.


وأضاف أن الموارد السياحية العربية الطبيعية والمشيدة تمثل قاعدة للتنمية السياحية، بالإضافة لتوفر الموارد البيئة الرئيسية الجاذبة للسياحة، حيث يتميز الوطن العربي بالتفرد بما يجعلـه قـادرا على المنافسة في أسواق السياحة والسفر الدولية والإقليمية، مشيرا إلى أن الإرث التاريخي المتراكم في الوطن العربي، كمهد للحضارة الإنسانية، وتزاحم الأحداث التاريخية، أمر يدهش العالم بأسره، ويمثل دافعا ومعززا لزيارة تلك المواقع التاريخية.

من جانبه، أوضح محمد هاشم الشريف، منسق فعاليات الخيمة الخضراء، أن الوطن العربي يمتلك عددا كبيرا من المقومات اللازمة لإحداث نهضة سياحية، لا سيما الأمن والأمان والبنى التحتية وشبكة الاتصالات وشبكة المواصلات والموانئ الجوية والبحرية والبرية، وغيرها، فضلا عن الإرث الاجتماعي والثقافي الذي تعززه القيم العربية والإسلامية، وقد ظهر ذلك جليا في استضافة بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 في دولة قطر، وCOP28 قمة المناخ في دبي بالإمارات العربية المتحدة.


وتحدث الشريف عن أنواع السياحة العلاجية والبيئية والبحرية والمؤتمرات التسويقية والرياضية والترفيهية والاستجمام مؤكدا أن ما تم إنجازه يخدم كثيرا قضايا السياحة، ويعزز مفهومها، وينقلها إلى أن تكون وجهة بارزة على خارطة العالم.