«عبدالملك بن مروان».. لماذا سمي بـ حمامة المسجد؟
يُعتبر عبد الملك بن مروان المؤسس الثاني للدولة الأموية، ذلك أن الدولة سرعان ما شهدت ضعفاً فى ظل ثورات مُتكررة انتقاماً لاستشهاد الحسين بن علي، وبويع عبد الله بن الزبير بالخلافة وقام بتعيين بعض الولاة على أقاليم الدولة.
لماذا سمي عبد الملك بن مروان بـ حمامة المسجد؟
وكان عبد الملك بن مروان، أحد أشهر النُساك فى المدينة المنورة، وكانوا يسمونه حمامة المسجد لمداومته عل قراءة القرآن فى المسجد، وذكروا أنه كان أحد أربعة فقهاء في المدينة، وكانت الناس تستفتيه فيفتيهم.
ماذا حدث لـ حمامة المسجد بعد الحكم؟
وانقلب عبد الملك بفضل السُلطة إلى حاكم طاغ ، يتعال على الناس، ويُنكر الحق. يتعسف مع الجميع ولا يكترث لبرئ. لايقبل رأياً ولا يعتد بحرمة.
ذكر جلال السيوطي فى " تاريخ الخلفا" أنه كان جالساً فى المسجد يرتل القرآن عندما أخبروه بأن الخلافة أفضت إليه وأن الناس تُبايعه، فأغلق المُصحف قائلاً: هذا آخر عهدي بك.
إلا أن عقلية الطاغية كانت تستحكم رأسه ولم تتضح من قبل بسبب قناع التدين الظاهري الذي ارتداه قبل الخلافة، ويعتبره الدكتور إمام عبد الفتاح فى كتابه " الطاغية" أكثر الُحكام الأمويين استبدادا وعسفاً وسفكاً للدماء.
قرارات عبد الملك بن مراون
وكان أول قرار اتخذه كان اعداد جيشاً ضخماً يتكون من 40 الف مقاتل لمحاربة ابن الزبير بقيادة الحجاج بين يوسف الثقفي، صاحب القلب الميت، فإنه أوضح دستوره فى التعامل مع المحكومين من خلال خطاب قال فيه" إني لا أداوي أدواء هذه الأمة إلا بالسيف.
وأطلق عبد الملك بن مروان يد الحجاج الثقفي للظفر بخصومه مانحاً إياه صلاحيات لا حدود لها ليقتل، ويحبس، ويمنح، ويمنع، ويفعل بالناس ما يشاء، مادامت النتيجة المطلوبة هي ترسيخ دعائم سُلطانه وتحقيق أمن النظام .
واستبد الظلم بعبد الملك بن مروان فلم يعد يلتفت لذكر أو نصيحة، وعاتبته السيدة أم الدرداء يوما وقالت له : بلغني أنك شربت الطلاء بعد الخلافة، فرد عليها والله والدماء أيضا.
إنقلاب الناسك المتدين إلى قاتل مُتبجح يستعذب الظُلم درس لا يمكن محوه من التاريخ. يتكرر الأمر مراراً وتكرارا فى أزمنة أخرى وأماكن مغايرة.
